ads

تعنيف الأساتذة من طرف التلاميذ

أعادت حادثة التلميذ الذي ضرب وسحل أستاذه بمدينة ورزازات، فتح النقاش حول وضعية التربية والتعليم بمدارس المملكة، والقيم الأخلاقية في المجتمع.
يكفي أن تكتب تلميذ يعتدي على أستاذه في محرك البحث غوغل، حتى تعرف هول الكارثة التي نعيشها ويعيشها رجال التعليم، فالأستاذ الذي كان رمزا للعلم والوقار وقد كتب على جدران المدراس "قم للمعلم وفيه التبجيلا  كاد المعلم أن يكون رسولا"، أصبح يشتم ويضرب ويسحل ويهدد داخل حجرة الدراسة ، فستجد في كل المدن المغربية خبرا عن تلميذ هشم وجه استاذه وأوقعه أرضا.
أعادتنا هذه الحادثة إلى واقعة التلميذ الذي اعتدي على أستاذ بسبب الغش في إحدى المؤسسات التعليمية بمدينة سلا، فبعد أن ضبطه في حالة غش أثناء اجتيازه الامتحانات الجهوية؛ السنة أولى باكلوريا؛ عاجَل بضربة قوية أفضت إلى إصابته بجروح بليغة على مستوى الفك السفلي.
ولا شك أن العديد من المتتبعين لا زالوا يتذكرون الأستاذ بمؤسسة التكوين المهني مولاي رشيد في الدار البيضاء، الذي أصيب بجروح غائرة على مستوى الرأس، وذلك على إثر تعرضه لاعتداء وحشي من طرف أحد التلاميذ.
مرة أخرى ولسبب مختلف، تعرض أستاذ مادة الرياضيات بثانوية علال الفاسي التأهلية بالعوامرة بنيابة العرائش من طرف أحد التلاميذ الذي انهال عليه بالضرب والكلام البذيء أثناء مزاولته لمهامه التربوية، بسبب النقطة الضعيفة التي حصل عليها في المراقبة المستمرة لنتائج الدورة الأولى.
مجددا وبمدينة الناظور، تلميذ يعتدي على أستاذه بالضرب بثانوية  محمد الخامس ويُدْخِله مُسْتعجلات مستشفى الحسني وهو في حالة غيبوبة: فالتلميذ المعتدي، كان في حالة غضب هستيرية حين علم بأن الأستاذ الضحية قد وضعه ضمن قائمة المتغيبين عن حصته.
لم يقتصر الأمر على هذا الحد،  فالآباء الذين كانوا ينصفون الأستاذ دائما، ويعملون معا من أجل تربية وتعليم الأجيال، هم أيضا أصيبوا بالعدوة، فالثانوية الإعدادية آيت يدير بالمنطقة الجنوبية الشرقية، شهدت تعرض أحد أطرها لاعتداء من طرف ولي أمر أحد التلاميذ، أثناء مزاولته لعمله داخل الفصل الدراسي.
والجدير بالذكر أن هذه الحوادث الشنيعة  تلقى في كل مرة استنكار الشارع المغربي والتضامن مع الأستاذة، إلا أن هذه الآفة لم يتم الحد منها، وبالتالي تتعالى الحناجر مع كل حادثة لمطالبة وزراة التربية والتعليم بالتدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة إزاء المعتدين ، مع إيجاد طريقة مثلى لتربية التلاميذ.

ليست هناك تعليقات